تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
دليل/كتيب
  • pdf
  • 21.09.2022
  • EN  |  FR  |  ES

دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين: وحدة بشأن سياسات المعلمين وتنظيمها المراعي للأزمات

غالباً ما تكون نظم التعليم ضعيفة التأهب لاستشراف الأزمات والاستجابة لها والتعافي منها، وهو ما يجعل الفاعلين على الخطوط الأمامية بلا توجيه إرشادي كاف. من ثم، فإن النظر من منظور مراع للأزمات عند وضع...
دليل/كتيب
  • pdf
  • 31.01.2022
  • EN

الدليل التطبيقي لتصميم المحتوى الرقمي - النسخة العربية

من أجل أن يكون المحتوى الرقمي التفاعلي فعالاً في العملية التعليمية بمختلف أنماطها، فلابد من توفر معايير التصميم الجيد لضمان نجاح المواد الرقمية المطورة ودعمها وانتشارها وتقبلها من الفئة المستهدفة...
دليل/كتيب
  • pdf
  • 31.01.2022
  • EN

الدليل التطبيقي لتصميم المحتوى الرقمي - النسخة العربية

من أجل أن يكون المحتوى الرقمي التفاعلي فعالاً في العملية التعليمية بمختلف أنماطها، فلابد من توفر معايير التصميم الجيد لضمان نجاح المواد الرقمية المطورة ودعمها وانتشارها وتقبلها من الفئة المستهدفة...
تدوينة
  • 24.01.2022

الابتكار سلاح المعلّمين لإحداث تحوُّل جذري في التعليم

احتفالاً باليوم الدولي للتعليم 2022، تُسلِّط ليندا دارلنغ هاموند* الضوءَ على ما يواجهه المعلّمون من تحديات تمخضت عنها الجائحة العالمية والفُرص المُتاحة لهم.

إنّ النُّظم التعليمية القائمة في عالمنا اليوم هي موروثةٌ غالباً من هياكل وإجراءات تعود إلى عقودٍ من الزمن، ونشأت في العصر الصناعي دون أن تواكب التطور اللازم من أجل تلبية الاحتياجات التعليمية للقرن الحادي والعشرين. بيْد أن الاضطرابات الناجمة عن الجائحة العالمية هيّأت مجموعة واسعة من الفرص لإعادة ابتكار التعليم، وذلك من خلال إتاحة أدوار جديدة للمعلّمين تمكّنهم من إعادة صياغة الدور الذي تضطّلع به المدارس. وأبرزت جائحة كوفيد-19 أيضاً الحاجة الملحّة للاستفادة من الابتكارات التي ظهرت لإنشاء مناهج تتمحوَر حول الطفل من أجل تعزيز النُّظم التعليمية في القرن الحادي والعشرين.

في كثير من البلدان،  يُعاد رسم الدور الذي تضطّلع به المدارس تحت قيادة المعلّمين. ففي خضم الجائحة، بادر المعلّمون إلى مضافرة جهودهم للابتكار في عملهم ودعم بعضهم بعضاً في أثناء إغلاق المدارس - عن طريق تبادل المساعدة الفنّية حول استخدام التقنيات الجديدة، وتنظيم الموارد، واستخدام المنصات الرقمية، ووضع أساليب تربوية مبتكرة، بما في ذلك ما يَبني منها الاستقلالية والقدرة على التكيُّف في مجال التعلّم. وقد بدأت نُهُج جديدة في الظهور في مجالات التدريس وإعداد المعلّمين وتنمية مهاراتهم، وتصميم المدارس.

في إبان الأزمة، قاد المعلّمون في جميع أنحاء العالم الجهود الرامية إلى ربط الطلاب وأسرهم بالمدارس رقمياً (وبطرق أخرى) من خلال ضمان إتاحة الاتصال الشبكي، وتبادل الأفكار مع المعلمين الآخرين ومع أولياء الأمور، وإقامة الشراكات. وأظهر عددٌ كبير من المعلّمين براعةً وسِعَةَ الحيلة في أثناء الأزمة في اضطلاعهم بتصميم المحتوى، وتيسير بناء القدرات بصفتهم قادة من الأقران، وتوجيه التغيير وتبنّيه وتحفيز تطبيقه بسهولة داخل مدارسهم. 

يشير أشوك باندي إلى أنه "قد أعيد تعريف قيادة المعلّمين، الأمر الذي يعكس تحوّلاً عن الأدوار التقليدية ــ المنسقون، ورؤساء هيئات التدريس، ومد راء المدراس، ونواب النظّار ــ مما يمنح القوة والسلطة لشاغلي هذه الأدوار. وباتت قيادة المعلّمين في الآونة الحالية تتحدَّد بالأدوار الاستباقية التي يضطلع بها المعلّمون، والمبادرات التي يتخذونها، والدعم الذي يقدمونه إلى القيادة، والطلاب، وأولياء الأمور".

تُحَثُّ البلدان على دعم المعلّمين من أجل تطوير ابتكاراتهم ومشاركتها لصالح مستقبل التعليم ودفع التغيير اللازم بُغْيَة إعادة بناء نُظُم تعليمية أفضل.


التعلُّم و الإنماء: تبنّي نهج "الطفل ككل" في مجال التعليم

في خلال هذا الوقت، كان هناك أيضاً وعيٌ متنامٍ بالاكتشافات الجديدة في علم التعلُّم ونماء الطفل، بما في ذلك السُبُل التي تُساهم بها العلاقات والسياقات في تحديد النمو العقلي لدى الأطفال وقدرتهم على التعلُّم.  وتُشدِّد هذه الأفكار على الحاجة إلى اتباع نهج "الطفل ككل" في مجال التعليم الذي يأخذ في الاعتبار التطور الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي لكل طالب بطرقٍ تتمحوَر حول المتعلّم وتكون ملائِمةً من الناحية الثقافية.

ومتى تحقق ما سبق، فإنّ الطلاب سيبدعون على النحو الذي أبرزته المدارس الابتكارية في الولايات المتحدة.  فقد أنشأ المعلّمون في مدن مختلفة، من نيويورك إلى لوس آنجلوس،  نماذج مدرسية مخصصة تعيد التفكير في النموذج التقليدي الذي ورثناه، وهو نموذجٌ تسبب في إنشاء مدارس كبيرة عديمة الميزة وذات معدلات تسرب عالية. وتسمح هذه المدارس المخصصة، التي تدار على نحوٍ ديمقراطي و منظَّمة حول فِرَق التدريس والنُّظم الاستشارية، لفِرَق المعلّمين بالتخطيط لمنهجٍ متعدد التخصصات وقائم على المشاريع لمجموعة مشتركة من الطلاب، مع دعمهم عاطفياً وأكاديمياً.  

يُشكّل كثيرٌ من هذه المواقع التي تُعوّل على قيادة المعلّمين  مدارس مجتمعية تساعد في جعل التعليم أكثر صلة بحياة الطلاب من خلال منهج متناسق يوفر تعليماً تجريبياً متجذراً في الجوانب التي تثير اهتمام المجتمعات المحلية.  وتنخرط هذه المدارس في شراكات قوية مع الأسر، جنباً إلى جنب مع الصلات بالمنظمات المحلية التي تشارك في أنشطة ما بعد المدرسة ومجموعة واسعة من خدمات الدعم الصحية والاجتماعية.  وفي الوقت الذي تبني فيه المدارس قدرتها على تلبية احتياجات الطلاب تلبيةً أكبر على نحوٍ تامّ، حقق طلابها - خصوصاً مَن يعيشون في المجتمعات المنخفضة الدخل - نتائج أقوى في مستوى النجاح الأكاديمي، ومعدلات التخرج، وإمكانية الالتحاق بالجامعة.

قيادة المعلّمين: إعادة ابتكار التدريس بوصفه مهنة ابتكارية وتعاونية

يتمثل أحد الجوانب الرئيسية لبناء هذه القدرة في تطوير البيئات التي تعزز التعاون من قبل المعلّمين والقيادة واتخاذ القرارات باعتبارها عناصر أساسية في تصميم المدارس، مع إشراك المعلّمين أنفسهم في العملية. وفي البلدان المشاركة في  الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم (TALIS) لعام 2018 التي أجرتها منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي،  كان المعلّمون الذين أبلغوا عن وجود فرصٍ للمشاركة في صنع القرار على مستوى المدرسة يتمتعون بمستوياتٍ أعلى من الرضا الوظيفي وكانوا أكثر ميلاً للنظر إلى مهنة التدريس باعتبارها مهنة ذات قيمة في بلدانهم. ومع ذلك، أفاد 42٪ فقط من مديري المدارس أن المعلّمين لديهم يتحملون مسؤوليةً بالغة عن جانبٍ كبير من المهام المتعلقة بسياسات المدرسة، والمناهج، وتعليم الدروس، وأفاد 56٪ فقط أن المعلّمين يضطلعون بدور في فريق إدارة المدرسة.

أثبتت بيئات العمل المهنية والتعاونية أنها لبنات حيوية لتطوير الكفاءة الجماعية للمعلّمين، والتي تشير الأبحاث إلى أنها واحدة من أهم العوامل التي تؤثر في الأداء المدرسي للطلاب وتحصيلهم.  وتُظهر بيانات الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم (TALIS) أنّ فرص التعاون بين المعلّمين في جميع أنحاء العالم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإحساسهم بالكفاءة والفاعلية.  وترتبط هذه الفرص أيضاً باستعداد المعلّمين وقدرتهم على تنفيذ الممارسات المبتكرة مثل التعلُّم القائم على المشاريع، واستخدام التقنيات الجديدة، والمهارات الأعلى مرتبةً اللازمة لاقتصادات ومجتمعات القرن الحادي والعشرين.

إعداد الجيل القادم من المعلّمين لدعم التعلّم لدى الطلاب

وجدت مجموعة متزايدة من البحوث أن التطوير المهني الفعال، الذي يُحقِّق مكاسب في أداء الطلاب المدرسي، يتسم بأنه مكثف وتعاوني ومُشتمل على مهام الوظيفة ويركز على الصف الدراسي. وفي الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم (TALIS)، في حين أنّ ثلاثة أرباع المعلّمين على مستوى العالم أفادوا بأن ممارستهم التعليمية تأثرت تأثراً إيجابياً بالأشكال التعاونية للتطوير المهني، إلاّ أنّ 44٪ فقط من المعلّمين أفادوا بأنهم شاركوا في مثل هذا التعلّم المهني.

إنّ النُّظم التعليمية الناجحة تولي الأولوية للوقت وغيره من الموارد المخصصة للمعلّمين من أجل تحقيق التعاون، وتبادل المعرفة والممارسات، والانخراط في اتخاذ القرارات الجماعية بما يُعين على تمكين الابتكار وتحسين الفاعلية وبناء المعرفة المشتركة والفاعلية الجماعية في أساليبهم التدريسية. ويتطلب ذلك تغييراً في كيفية تصورنا واستثمارنا في إعداد المعلّمين، وظروف العمل، والتعلّم المهني، والمسارات المهنية، والمكافآت، ونُظُم التقييم.

إنّ إعداد الجيل القادم من المعلّمين وتزويدهم بأفضل ما يمكن لنُظمنا أن تقدّمه من معارف ودعم يشكّل في نهاية المطاف أقوى نهج لتمكين التعلّم لدى الطلاب والمساهمة بشكل مباشر في تحويل التعليم. وينطبق ذلك على وجه الخصوص عندما يتبنى هؤلاء المعلّمون استراتيجيات وطرق تربوية لتعليم الأطفال في إطار نهج "الطفل ككل". وحرصاً على ضمان قدرة المعلّمين على الابتكار وإمكانية توسيع نطاقها بشكل فعال بناءً على نهج "الطفل ككل"، تتطلب النُّظم التعليمية الاستماع إلى المعلّمين وتزويدهم بالأدوات التي يحتاجون إليها - بما في ذلك التدريب الفعال ووسائل الدعم المختلفة. ويتضمن ذلك دمج أبعاد الأسرة والمجتمع المحلي والأوسع نطاقاً في المنهج الدراسي وطرق التعليم والتصميم التنظيمي.  وستستفيد النُّظم أيضاً من خلال تمكين المعلّمين من الابتكار والريادة في المدارس المنظَّمة للتعاون المهني، مع وجود فُرَص للتواصل عبر المدارس والمجتمعات المحلية لمشاركة ما ابتكروه وتعلموه.  ولا يمكننا تصميم مدارس القرن الحادي والعشرين التي تلبي احتياجات الطلاب والمجتمعات المحلية إلا من خلال البناء على إبداع وقدرات المعلّمين وتوسيع نطاقها.


*ليندا دارلنغ هاموند هي أستاذة فخرية في التربية عن زمالة تشارلز إي دوكومون في جامعة ستانفورد، والرئيس المؤسس لمعهد سياسات التعلم. ويمكنكم الوصول إلى عرضها التقديمي الكامل على الرابط التالي: انظر 36:21.  

 

المراجع

باندي، إيه كيه (2021). قيادة المعلّمين في خضم جائحة كوفيد-19. مجلّة المعلّم الهندية "تيتشر إنديا"، 15(1): ص 10-12. https://research.acer.edu.au/teacher_india/39/

منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (2020)، نتائج الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم (TALIS) 2018 (المجلد 2): المعلّمون وقادة المدارس بصفتهم مهنيين ذوي قيمة، الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم (TALIS)، دار نشر منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، باريس، https://doi.org/10.1787/19cf08df-en

مدوّنة التعليم والمهارات في عالم اليوم التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. (22 كانون الثاني/يناير 2020). تأملات حول المنتدى العالمي للتربية. مدوّنة التعليم والمهارات في عالم اليوم التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. تاريخ الاطّلاع 8 كانون الثاني/يناير 2022، عنوان الصفحة: https://oecdedutoday.com/reflections-forum-for-world-education/

وثيقة اجتماع
  • pdf
  • 02.12.2021
  • EN  |  FR  |  ES

منتدى حوار السياسات الثالث عشر - البرنامج

في هذا العام، يُعقد المنتدى الثالث عشر للحوار بشأن السياسات العامة الخاص بفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 (فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين) في الفترة 2...
تدوينة
  • 11.11.2021

مستقبل التعليم - إعادة التفكير في دور المعلّمين في تجديد التعليم

إينيس دوسيل* هي إحدى المُساهِمات في تقرير اليونسكو البارز المعنوَن، "وضع تصور جديد لمستقبلنا معاً: عقد اجتماعي جديد للتعليم" الذي أُطلِق أمس، وهي مؤلفة ورقة معلومات أساسية صادرة عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين بشأن"مستقبل التعليم".

تمرُّ البشرية بمنعطفٍ حرجٍ في عام 2021. ففي خِضّم مواجهة التحديات الهائلة المتمثّلة في أزمة المناخ، والتغير التكنولوجي الجذري، وعدم الاستقرار الديمقراطي، وأتمتة العمل، والتحولات السكانية الهائلة - نحتاج بشكل عاجل إلى بناء مستقبل يختلف عن ماضينا. ويؤدي المعلّمون دوراً رئيسياً في هذا الجهد الأساسي.

تقترح مبادرة مستقبل التعليم، التي أطلقتها اليونسكو في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، عقداً اجتماعياً جديداً يُنظَر فيه إلى التعليم باعتباره مصلحة عامة ومشتركة، يغذي الأمل ويطلق العنان للخيال والعمل من أجل مستقبل مشترك. وتسعى المبادرة إلى حشد الأفكار والعمل من أجل إحداث تغيير تعليمي يمكن أن يستجيب للتحديات الهائلة التي يواجهها العالم.

منذ إطلاق المبادرة، عززت جائحة «كوفيد-19» الحاجة إلى التغيير. وكشف إغلاق المدارس وما صاحبه من اندفاع نحو التعليم عن بعد استمرار عدم المساواة في الموارد والبنية التحتية والنواتج. ودفع ذلك أيضاً إلى إعادة النظر في الدور الذي يضطلع به المعلّمون في تعزيز تعلم الطلاب ورفاههم.

على النحو الذي أبرزته الجائحة، تميل المحادثات المتصلة بمستقبل التعليم إلى التركيز على التغيير التكنولوجي، بيْد أن التعليم يتصل بمسائل أكثر بكثير من مجرد التحول الرقمي. ويتطلب التعليم المعرفة والكفاءة والرعاية والشعور الإنساني. ويأتي المعلّمون في صدارة رسالة التعليم من أجل تعزيز الاستقلالية الفكرية والعاطفية، وجعل المعارف العامة في متناول الجميع.

لذلك، يجب أن يركز العقد الاجتماعي الجديد على المعلّمين. وفي سبيل ذلك، يجب أن يأخذ في الاعتبار التناقضات والتحديات التي يواجهها المعلّمون بصفتهم وكلاء متخصصين. فالتعليم ليس مجرد مسعى فردي يعتمد فقط على نقاط القوة أو الضعف الشخصية؛ بل هو ممارسة ترتبط بالسياق ارتباطاً كبيراً ومحددة ومنظمة مؤسسياً. وتعد هذه القواعد والتعريفات غير متسقة؛ إذ تفضي السياقات التعليمية الحالية إلى حدوث تضارب في المطالب التي يقدمها المعلّمون، مما قد يؤثر على المستقبل المحتمل للتعليم. ولذلك، لا بد أن تتجنب المحادثات المتصلة بمستقبل التعليم المُثُل المثالية والطوعية المتصلة بالتعليم، وينبغي أن تركز بدلاً من ذلك على ظروف العمل الملموسة، وشبكات الدعم المؤسسي، والمتطلبات التربوية، والكفاءات والمعرفة اللازمة.

لا يمكن حل التعارض القائم بين المتطلبات المتضاربة من قبل فرادى المعلّمين، ولا يمكن سدّ هذه الفجوة من خلال تحسين استراتيجيات التعليم أو تعزيز الشمولية الرقمية فقط. بل يجب معالجته بصورة مؤسسية ومن خلال السياسات العامة التي تضع اللوائح الرامية إلى حماية مستقبلنا المشترك ورعايته.

تناقش الورقة الفكرية، مستقبل التعليم، بعض التناقضات والمتطلبات المتضاربة التي يواجهها المعلّمون:

  • قد تكون السياسات التعليمية الشاملة غير مدعومة دعماً كافياً وتعتمد اعتماداً مفرطاً على إجراءات المعلّمين الفردية ومسؤولياتهم.
  • يمكن أن يؤدي قبول إشراك المجتمعات المحلية والأسر في التعليم إلى ظهور أولويات مختلفة بل وغير متوافقة.
  • لا يمكن دائماً استيعاب المُثُل التعليمية الجديدة مثل الأساليب التربوية التي تركز على الطالب في ظروف العمل الحالية.
  • قد تؤدي زيادة اللوائح، إلى جانب الأطر التربوية الجديدة، إلى إثقال كاهل المعلّمين من خلال فرض كثيرٍ من المطالب في ما يتعلق بالأداء.
  • يطرح التحول الرقمي إمكانات جديدة ولكنه ينطوي كذلك على مخاطر جديدة، مثل نقل المعارف والحد منها إلى منصات عملاقة تدير البيانات.
  • تتطلب الأزمة البيئية تعزيز الوعي الجماعي للكوكب الذي يهتم بنشاط بتنوع الحياة، غير أن السياسات تهدف إلى الحفاظ على سير الأمور كالمعتاد.
  • وسط كل هذه التوترات والمطالب، يجب مراعاة الطبيعة الجنسانية لعمل المعلّمين، إذ أنها تؤثر على تنظيم وقت العمل والمهام والأعباء.

ليس من المستغرب وجود نقص متزايد في أعداد المعلّمين في بلدان كثيرة بينما يوجد في بلدان أخرى شعورٌ متزايد بالإرهاق وخيبة أمل من مهنة التعليم.  ومن ناحية أخرى، أبرزت جائحة «كوفيد-19» أهمية عمل المعلّمين والحاجة إلى توجيه الخبراء من أجل دعم تعلم الطلاب ورفاههم.

ما الذي يمكن فعله عندئذ لتعزيز دور المعلّمين بوصفهم عوامل تربوية جوهرية في تجديد التعليم؟ في ما يلي بعض التوصيات التي ينبغي لصانعي السياسات وأصحاب المصلحة تنفيذها على نحوٍ عاجل من أجل مساعدة المعلّمين على أن يصبحوا قوة رائدة في تجديد التعليم:

  1. يجب تعزيز الحوار الاجتماعي المفتوح بُغْيَة وضع حلول تعاونية للمسائل المعقدة التي أضحت على المحك في مستقبل التعليم.
  2. يجب تحسين ظروف العمل للمعلّمين، لا من خلال دفع أجور مناسبة للمعلّمين فحسب، بل أيضاً من خلال ضمان أحجام الصفوف الدراسية المناسبة، وتعزيز السلامة المدرسية، والاعتراف الرمزي والشرعية، والدعم المؤسسي.
  3. يجب تطوير سياسات متسقة واستجابات مؤسسية بُغْيَة تنظيم الشبكات الجماعية الرامية إلى معالجة القضايا التربوية المعقدة.
  4. تستدعي الحاجة إيجاد توازن أفضل بين المتطلبات الإدارية والتربوية، بما في ذلك من خلال مراعاة العمل غير المدفوع الأجر خارج السياقات المدرسية مثل المشاركة مع المجتمعات المحلية.
  5. ينبغي مراجعة قوانين عمل المعلّمين وأعباء العمل مراجعة دقيقة، بطريقة مراعية للفوارق بين الجنسين، بُغْيَة مواءمتها مع الأهداف التعليمية الجديدة وبما يتيح توسيع نطاق تنوع مهنة التدريس.
  6. عند تصميم المسارات المهنية للمعلّمين ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار الكفاءة والتدريب والمشاركة في البرامج المدرسية، بما في ذلك توجيه المعلّمين المبتدئين، والقيادة في المجالات أو الدورات الدراسية، وتنظيم الخدمات التعليمية.
  7. بُغْيَة تعزيز التوظيف، ينبغي أن تستهدف السياسات المعلّمين المبتدئين من خلال إنشاء برامج تعريفية بالاستعانة بالزملاء ذوي الخبرة الأكبر. ينبغي أن توفر السياسات أيضاً المساعدة للمعلّمين في منتصف حياتهم المهنية الذين أضحوا يشعرون بالإحباط من عملهم.
  8. يتطلب إعداد المعلّمين إعادة التفكير من أجل مواجهة التحديات والاضطرابات التي أشارت إليها مبادرة مستقبل التعليم لليونسكو. ينبغي أن تتضمن المناهج الدراسية مواضيع وحقائق جديدة وبارزة بشكل متزايد مثل التغيير والنشاط البيئيين، والتثقيف الديمقراطي والأخلاقي، والمساواة بين الجنسين والتنوع، والمهارات الرقمية النقدية والحوارات المعرفية بين الأجيال حول مستقبلنا المشترك. ينبغي أن تتضمن الأساليب نُهُجاً إكلينيكية وأن تسعى لتوقع سياقات حقيقية للممارسة.
  9. لم يُعد ممكناً في إعداد المعلّمين التقليل من أهمية الثقافة الرقمية؛ إذ لابُدّ من إدراج الوسائط الرقمية ليس كوسيلة للتدريب عن بعد فحسب بل كموضوع للدراسة أيضاً، من دون الانتقاص من الدور الذي يضطلع به المعلّم.

أخيراً، ينبغي الاستفادة من الجهد المبذول في تصور مستقبل التعليم بعقد نقاشات عامة حول توقعات التعليم وواقعه - حول الشواغل والمخاوف التي تكتنف المعلّمين وكذلك حول قدرة التعليم على أن يكون مصدراً للأمل وإحداث تغيير جذري. وينبغي لمستقبل التعليم أن يصبح جزءاً من الحوارات الاجتماعية الواسعة التي تعزز قوة المعلّمين ومشاركتهم في تجديد التعليم، وفي بناء مستقبل أفضل للجميع.


*إينيس دوسيل أستاذة وباحثة في دائرة البحوث التربوية، مركز البحوث والدراسات المتقدمة، مكسيكو سيتي.

لا تنطوي المصطلحات المستخدمة في هذا المنشور، ولا طريقة عرض المواد الواردة فيه، على أي إعراب عن أي رأي كان من جانب اليونسكو وفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 بشأن المركز القانوني لأي بلد أو إقليم أو مدينة أو بلدة أو بشأن سلطاتها أو تتعلق بترسيم حدودها أو تخومها. وتعبّر الأفكار والآراء الواردة في هذا المنشور عن رأي كاتبها، ولا تمثل بالضرورة وجهات نظر اليونسكو ولا تلزم المنظمة بأي شيء.

أخبار
  • 20.10.2021

المعلّمون في صدارة الجهود المبذولة لتعافي العميلة التعليمية ما الذي نفهمه من أحدث البيانات المتوفرة عن حالة المعلّمين في العالم؟

بعد أكثر من 18 شهراً على إغلاق المدارس بنِسَبٍ متفاوتة وتطبيق نُهُج التدريس عن بُعْد والهجينة، يجري الاحتفال بالمعلّمين، في إطار اليوم العالمي للمعلّمين لعام 2021، للتأكيد على دورهم الحاسم في الحفاظ على التعليم بصفته خدمةً حيويةً لجميع الأطفال وكذلك حقّاً أساسيّاً من حقوق الإنسان.

ومن أجل توفير معلومات أوفى يهتدي بها أصحاب المصلحة في القرارات التي يتخذونها في مجال التعليم وصنع السياسات، لابُدّ من فهم حالة المعلّمين في العالم من خلال القياس الآني واستخدام إحصاءات قابلة للمقارنة دولياً لتحديد الثغرات والفرص. لذا، نشرَ فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 صحيفة وقائع بمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين 2021 فضلاً عن موجز سياساتي يستند إلى النتائج الأخيرة المتمخضة عن تقرير دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)* لتسليط مزيدٍ من الضوء على احتياجات المعلّمين، والحاجة إلى المعلّمين.

تكشف البيانات الواردة في هذه الوثائق عن وجود حاجة ماسّة إلى إعادة تقييم أهمية المعلّمين ورفع مستوى المهنة. ففي عام 2016، كانت هناك حاجة إلى نحو 69 مليون معلّم إضافي لضمان تعميم التعليم الأساسي والثانوي بحلول عام 2030 (الغاية 4-1 من أهداف التنمية المستدامة)، وما زال هناك كثيرٌ مما يتعين الاضطّلاع به لتحسين مؤهلات المعلّمين وظروف عملهم ووضعيّتهم. وعلاوة على ذلك، لم تنتهِ أزمة كوفيد-19 بعد، مما يعني استمرار الاحتياجات المتصلة بالجائحة، بما في ذلك تطعيم المعلّمين وتنمية المهارات المهنية بغية التوسع في الاستعانة بأساليب التدريس عن بُعْد أو الهجينة اليوم وفي المستقبل. ويجب العمل على ضمان ألاّ تأتي تلبية هذه الاحتياجات على حساب التقدم المحرز حتى الآن.

لضمان تعافي العملية التعليمية، ينبغي توظيف عدد أكبر من المعلّمين في بلدان كثيرة

مع أنّ العدد الإجمالي لمعلمي المرحلتَين الأساسية والثانوية في جميع أنحاء العالم ارتفع بنسبة 41٪ بين عامَي 2000 و2020، لا يزال عدد المعلّمين غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الحالية والمتزايدة. تبرز هذه الحالة بشكلٍ خاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تمسّ الحاجة حالياً إلى نحو 4.1 مليون معلّم إضافي لضمان تعميم التعليم الأساسي والثانوي: أكثر من 1 مليون في المرحلة الأساسية ونحو 3.3 مليون في المرحلة الثانوية. وعليه، ينبغي اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذا النقص، لاسيما وأنّ البحث الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين، كشف عن وجود توقعات تفيد بارتفاع الفجوة إلى نحو 11.2 مليون معلّم بحلول عام 2025 و15 مليون بحلول عام 2030، استناداً إلى زيادة عدد السكان في سن الدراسة والبدلاء اللازمين بسبب التناقص في أعداد المعلّمين. وتبلغ الاحتياجات أقصى مستوياتها في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومالي والنيجر وجمهورية تنزانيا المتحدة، حيث تستدعي الحاجة وجود زيادةٍ سنوية في أعداد المعلمين تبلغ نسبتها 5٪ لتلبية أهداف الالتحاق الكامل بمراحل التعليم الأساسي والثانوي فقط بحلول عام 2030.

لا يزال التناقص في أعداد المعلمين (الناجم عن ترك المعلّمين للمهنة بمحض اختيارهم) عاملاً هاماً يُساهم في اتساع فجوة المعلّمين في كثيرٍ من البلدان. ويتخلى المعلّمون عن مهنتهم لأسبابٍ متنوعة معقدة، منها تدنّي التقدير لمهنتهم في أواسط المجتمع، وانعدام فرص التطوير المهني، وعدم كفاية فرص الترقية، وظروف العمل الصعبة. وعلى مدى فترة خمس سنوات، نما معدّل التناقص في أعداد المعلّمين في

مرحلة التعليم الأساسي إلى نسبةٍ مرتفعة بلغت 22٪ في غينيا، و17٪ في سيراليون، و16٪ في موريتانيا، و13٪ في بنين.

وفي حين أنّ الآثار التي خلّفتها جائحة كوفيد-19 على معدل التناقص في أعداد المعلّمين لم تتضح بعد، فقد أدّت الجائحة في سياقات كثيرة إلى إطلاق دعوات من أجل تعيين معلّمين إضافيين لتسهيل إعادة فتح المدارس، مما شكّل مزيداً من الضغط على الموارد المالية وغيرها من الموارد. بيد أنه في عام 2021 كشفت دراسة استقصائية عالمية أجرتها اليونسكو/اليونيسيف/البنك الدولي/منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، بشأن الاستجابات الوطنية للتعليم إزاء إغلاق المدارس في ظل جائحة كوفيد-19، أنّ 31% فقط من 103 بلدان عيّنت معلّمين إضافيين لإعادة فتح المدارس، وتقع نصف هذه البلدان في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وربعها فقط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومعظمها بلدان في الجنوب الأفريقي.

يجب بذل مزيد من الجهود لتحسين مؤهلات المعلّمين 

من الصعب إجراء مقارنات دولية لمؤهلات المعلّمين لأن معايير وبرامج تدريب المعلّمين تختلف اختلافاً كبيراً وتتباين فيها شروط الالتحاق ومدته ومضمونه. وينبغي وضع مؤشرات أكثر وأفضل لقياس الأبعاد المتعددة لمؤهلات المعلّمين ورصدها من أجل فهم نوعية المعلّمين وقدرتهم على الأداء داخل الصف الدراسي وحاجتهم إلى تدريب إضافي مع ضمان التطوير المهني المستمر.

على الصعيد العالمي، يحمل نحو 83% من المعلّمين في المرحلتَين الأساسية والثانوية الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة للتدريس، ولكن الوضع يختلف حسب المنطقة: هناك 97٪ من المعلّمين في كلا المرحلتين مؤهلون في آسيا الوسطى، مقارنةً بـ 67٪ من معلّمي المرحلة الأساسية و61٪ من معلّمي المرحلة الثانوية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وعلاوة على ذلك، تُظهر الأرقام الإقليمية اختلافات واسعة بين البلدان. ففي بوروندي وكوت ديفوار وجيبوتي وموريشيوس، يتمتع 100% من المعلّمين بالحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة، مقارنةً بنسبة 62% فقط في النيجر، و52% في جمهورية الغابون، و27% في ساو تومي وبرنسيبي، و15% في مدغشقر.

يُظهر الموجز السياساتي الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين، استناداً إلى البيانات المستقاة من دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)، أنّ مؤهلات المعلّمين تؤدي دوراً هاماً في نتائج التعلم. ويُشير تحليلٌ متعدد البلدان إلى أن المعلّمين ممّن يحملون درجة بكالوريوس تشتمل على مساقات التربية وشاركوا في برامج التطوير المهني المستمر ولديهم خبرة لا تقل عن 10 سنوات يرتبطون بتحصيلٍ تعلّمي أقوى في كثيرٍ من البلدان.

وكانت درجة البكالوريوس هي أكثر المؤهلات شيوعاً بين المعلّمين في 64 بلداً من البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل المُشارِكة في دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS). وعادةً ما يكون المعلّمون من البلدان ذات الدخل الأعلى حاصلين على مؤهلات أعلى: كان لدى 90٪ من طلاب الصف الرابع في مادة الرياضيات معلّمٌ حاصلٌ على درجةٍ جامعية عُليا في تشيكيا وألمانيا وفنلندا وبولندا وسلوفاكيا. ومن ناحية أخرى، في بعض البلدان المتوسطة الدخل، بما فيها أرمينيا والمغرب وباكستان، كان لدى أكثر من ثلث الطلاب مدرسون لم يكملوا سوى مرحلة التعليم الثانوي.

المعلّمون بحاجةٍ إلى دعم لتلبية الاحتياجات المتعلقة بالجائحة

سعت الحكومات جاهدةً لدعم المعلّمين في الانتقال إلى نُهُج التدريس عن بُعْد والهجين في إبان إغلاق المدارس. ولا يحتاج المعلّمون إلى التدرّب في كيفية استخدام التكنولوجيا فحسب، بل يلزمهم كذلك دعمٌ مخصَّص للمعلّمين في تربويات التعلُّم عن بُعْد، فضلاً عن الدعم المعنوي والنفسي الاجتماعي. وتبيّن الدراسة الاستقصائية المشتركة بين اليونسكو/اليونيسيف/البنك الدولي/منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن أكثر مجالات الدعم شيوعاً التي قُدّمت إلى المعلّمين كان التعليم عن بُعْد. وعلى الصعيد العالمي، قدّم نحو 71% من البلدان تعليمات ذات صلة، تتراوح بين 100% في شرق وجنوب شرق آسيا و45% في وسط وجنوب آسيا و40% في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وبالمقارنة، لم يُزوَّد المعلّمون بأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومنفذٍ إلى شبكة الإنترنت سوى في 42% من كل البلدان، منها 67% في أوروبا وأمريكا الشمالية و56% في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي و22% في شرق وجنوب شرق آسيا و6% فقط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

لقد عجّلت الجائحة بتنامي الاتجاه في التعليم عن بُعْد وإدماج التكنولوجيا في التدريس، ولكن وفقاً للتقرير الصادر عن دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)، لم يكن التطوير المهني المستمر لدعم التعليم عبر شبكة الإنترنت وافياً في كثيرٍ من البلدان قبل الأزمة. وفي عموم البلدان، كان لدى 35% فقط من طلاب الصف الرابع مدرّسون للرياضيات ممّن سبق لهم التدرب في أساليب التكامل التكنولوجي.

وأخيراً، لكي يُساهم المعلّمون مساهمةً كاملةً في تعافي العملية التعليمية، لابُد من تعزيز والحفاظ على صحتهم ورفاههم. ويشمل ذلك إعطاء الأولوية للمعلّمين في جهود التطعيم. وفي الوقت الحالي، أدرج 71٪ من البُلدان المعلّمينَ ضمن المجموعات ذات الأولوية في التطعيم (انظر خريطة تحديد أولويات المرحلة الثالثة في خطط طرح لقاحات كوفيد-19). تمرّ جهود التطعيم بمراحل مختلفة في جميع أنحاء العالم، ولكن بعض البلدان التي لم تمنح الأولوية للمعلّمين لديها معدلات منخفضة للغاية من المعلّمين ممّن حصلوا على جرعات التطعيم بالكامل - على سبيل المثال، 12٪ في فنزويلا و9٪ في الجزائر. ومع أنه لابُدّ من الحفاظ على الصحة النفسية والمعنوية للمعلّمين، لم يُقدَّم الدعم النفسي والاجتماعي سوى في 6 من بين 10 بُلدان على الصعيد العالمي و3 من بين 10 بُلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لمساعدة المعلّمين على التعامل مع أزمة كوفيد-19. وقد أدّت الجائحة إلى زيادة الضغط على المعلّمين ممّن كانوا يواجهون أساساً أعباء عمل كبيرة في كثير من الحالات مع عدم كفاية الدعم المقدم لهم. ومن أجل التغلب على الأزمة، والوفاء بوعد الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، يجب بذل مزيد من الجهود على وجه السرعة لمنح المعلمين الموارد اللازمة التي يحتاجون إليها.  


مصدر المحتوى المرئي: © اليونسكو مع أيقونات من موقع Shutterstock.com

*يُساهم تقرير دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)، وهو تقييمٌ دولي للتحصيل الدراسي لدى الطلاب في الرياضيات والعلوم، في فهم جودة المعلّمين ودورها في التحصيل الدراسي لدى الطلاب من خلال مجموعة من مؤشرات تضع مؤهلات المعلّمين في سياقها داخل البيئات المدرسية للطلاب. ويستند هذا الموجز السياساتي الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين إلى تقرير عام 2019 بشأن دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي الأحدث، والذي يغطي 64 بلداً.

أخبار
  • 11.10.2021

فهم دور مؤهلات المعلّمين في التحصيل الدراسي لدى الطلاب

إنّ جودة المنظومة التعليمية لا يسعها أن تتخطى جودة المعلّمين العاملين في صفوفها. وبالمثل، فإنّ جودة المعلّمين لا يسعها أن تتخطى جودة تدريبهم، وممارساتهم التدريسية، وبيئتهم التدريسية، والفرص المتاحة أمامهم لتحقيق مزيد من التعاون والتطوير. وباعتبارهم العامل الوحيد الأهم في المدرسة الذي يؤثر في التحصيل الدراسي لدى الطلاب، فإنّ فهم دور جودة المعلّمين يشكّل عنصراً أساسياً في مناصرة توفير تعليم جيد للجميع. بيْد أن تتبع مؤهلات المعلّمين على الصعيد الدولي أمرٌ صعب، إذ لا توجد مجموعة واسعة النطاق من المؤشرات تستهدف قياس أبعادها المتعددة ورصدها.

اليوم، يُصدر فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين موجزاً سياسيا جديداً: "الحاجةُ ماسّة إلى معلّمين مؤهلين - ما تكشف عنه بيانات دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي حول تدريب المعلّمين وتعلُّم الطلاب"، والذي يفرز مؤهلات المعلّمين من خلال مؤشرات ومنها الإعداد الأولي للمعلّمين، والتطوير المهني المستمر، والخبرة التراكمية المستقاة من دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي 2019.

النتائج الرئيسية

الإعداد الأولي للمعلّمين:

  • كانت درجة البكالوريوس أكثر المؤهلات شيوعاً بالنسبة إلى المعلّمين. غيْر أن المعلّمين في البلدان ذات الدخل الأعلى يتمتعون بمؤهلات أعلى. وفي عدّة بُلدان أوروبية، حظي أكثر من 90% من الطلاب بمعلّم يحمل شهادة جامعية عليا، بينما حظي أكثر من ثلث الطلاب في بعض البلدان المتوسطة الدخل بمعلّمين لم يكملوا سوى المرحلة العليا من التعليم الثانوي. 

البرامج الدراسية والتخصص:

  • أكمل معظم المعلّمين تخصصات دراسية ذات صلة بالمناهج التربوية. وفي المتوسط، كانت تلك هي الحال بالنسبة إلى ثلاثة أرباع طلاب الصف الرابع في الرياضيات. لكن ذلك يغطي نطاقاً واسعاً: 90% أو أكثر من الطلاب في البلدان الأوروبية مقابل أقل من ثلثي الطلاب في بعض البلدان النامية.

التطوير المهني المستمر:

  • شارك عدد أكبر من معلّمي الصف الثامن مقارنة بمعلّمي الصف الرابع في التطوير المهني المستمر. تلقى ما يتراوح بين 40% و60% من الطلاب في الصف الثامن تعلميهم من قِبل معلّمين شاركوا في دورات التطوير المهني المستمر مقارنة بنسبة تتراوح بين 30% و40% من الطلاب في الصف الرابع.

التطوير المهني المستمر بحسب النوع:

  • لم يكن التطوير المهني المستمر الذي يدعم التعليم الإلكتروني والتعليم الشامل للجميع كافياً. حظي 46% من طلاب الصف الرابع في الرياضيات بمعلّمين تلقوا حديثاً تدريباً في المحتوى، بينما حظي 35% فقط بمعلّمين تلقوا تدريباً في التكامل التكنولوجي. وعلى نحوٍ مماثل، حظي 59% من طلاب الصف الثامن في العلوم بمعلّمين تلقوا تدريباً في المناهج التربوية، بينما حظي 44% منهم فقط بمعلّمين تلقوا تدريباً في تلبية الاحتياجات الفردية.

الخبرة السابقة للمعلّمين:

  • تتفاوت سنوات الخبرة في مجال التدريس تفاوتاً كبيراً. في المتوسط، حظي المعلّمون بخبرة قوامها 17 عاماً في الصف الرابع و16 عاماً في الصف الثامن. وفي بعض البلدان الأوروبية، حظي 70% من الطلاب بمعلّمين يملكون خبرة تمتد لـ 20 عاماً أو أكثر، في حين تلقى ربع الطلاب في بعض البلدان المتوسطة الدخل التعليم من قبل معلّمين يحظون بخبرة قوامها 5 أعوام أو أقل.

مؤهلات المعلّمين وتعلم الطلاب:

  • عموماً، ارتبط المعلّمون الحاصلون على مؤهلات عالية ومزيدٍ من التدريب في المناهج التربوية وخبرة تزيد عن 10 أعوام في التدريس بقدر أكبر من التحصيل الدراسي.

التوصيات السياسة

في حين أنه من المهم الاعتراف بمدى تعقيد العوامل التي تؤثر على التحصيل الدراسي لدى الطلاب، فإن هذا الموجز السياسي يقدم التوصيات العامة التالية التي تتيح لصناع السياسات تعزيز مؤهلات المعلّمين.

  1. تتصف تقوية جودة الإعداد الأولي للمعلّمين بأهمية بالغة في تحسين مؤهلات المعلّمين. وينبغي رفع المعايير الدنيا للمعلّمين إلى درجة البكالوريوس أو ما يعادلها في الحد الأدنى، بينما ينبغي لبرامج تدريب المعلّمين أن تشتمل على التدريب في المناهج التربوية، والخبرات الخاصة بمواضيع مواد محددة، ومهارات أخرى. ينبغي أن يشمل تدريب المعلّمين السابق للخدمة أيضاً خبرات عملية يقودها معلّمون ذوو خبرة لمساعدتهم في إدماج المعارف النظرية في ممارساتهم التدريسية. 
  2. ينبغي دعم المعلّمين في أثناء الخدمة ممّن يفتقرون إلى التدريب الرسمي من خلال تدخلات التطوير المهني المستمر المتكرر المفضية إلى الاحتراف المهني. ويتطلب دعمُهم أيضاً فترةً تمهيدية صارمة وتوجيهاً مستمراً.
  3. في حين أن جميع المعلّمين يحتاجون إلى سُبل أكثر وأفضل للاستفادة من تدخلات التطوير المهني المستمر المنتظمة والعادلة، فإنّ عمليات إغلاق المدارس بسبب جائحة كوفيد-19 تُبرز الحاجة إلى توفير تدريب محدد الأهداف في مجال التكامل التكنولوجي بُغْيَة دعم التدريس عن بُعد وفي مجال تلبية الاحتياجات الفردية من أجل دعم التعليم الشامل للجميع.
  4. يمكن للمعلّمين ذوي الخبرة أن يضطلعوا بدور قيادي أساسي في تدريب الأقران، والتوجيه، والرصد، والمساهمة في التقييمات التكوينية للمعلّمين المبتدئين. وينبغي بناء الحوافز في المسارات الوظيفية بما يكفل بقاء المعلّمين في المهنة.
  5. من الأهمية بمكان إدراج مدخلات المعلّمين وممثليهم من خلال الحوار الاجتماعي في تحديد تدريبهم وما يحتاجون إليه من متطلبات مهنية أخرى.
  6. إنّ التصنيف الموحد الدولي الجديد لبرامج إعداد وتدريب المعلّمين، الذي يعكف معهد اليونسكو للإحصاء على وضعه، من شأنه أن يوفّر نظام تصنيف جديد لبرامج إعداد المعلّمين بُغْيَة تسليط الضوء على مؤهلات المعلّمين التي نوقشت في هذا الموجز السياسي. وسيساعد ذلك في وضع مؤشرات جديدة لجودة المعلّمين يمكن استخدامها في قياس ومقارنة مدى التقدم المُحرز نحو تحقيق غاية هدف التنمية المستدامة 4-ج المتصلة بالمعلّمين ومن أجل إجراء تحليل بشأن تحقيق الغاية الشاملة للهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة المتصلة بالتعليم وغيره من أهداف التنمية المستدامة.

تساهم دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي، وهي تقييم دولي للتحصيل الدراسي لدى الطلاب في الرياضيات والعلوم، في فهم جودة المعلّمين ودورها في التحصيل الدراسي لدى الطلاب من خلال مجموعة من المؤشرات التي تحدد سياق مؤهلات المعلّمين في البيئات المدرسية. ويستند هذا الموجز السياسي الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين إلى تقرير عام 2019 بشأن دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي الأحدث، والذي يغطي 64 بلداً. ويتناول الموجز السياسي بيانات التحصيل الدراسي لدى الطلاب في دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي، من خلال مقارنة تعلم الطلاب في مختلف الفئات استناداً إلى مؤهلات المعلّمين في محاولة لتحديد العلاقات واستخلاص الاستنتاجات بشأن الدور المعقّد لمؤهلات المعلّم في التعلم. 

مصدر الصورة: Shutterstock.com/أولغا كوزيمينا.

فعاليات
  • 23.09.2021

إطلاق العنان لابتكارات المعلّمين للاضطلاع بدورهم في قيادة تعافي العملية التعليمية

في جميع أنحاء العالم، استجاب المعلّمون للتحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» من خلال الابتكار داخل الصفوف المدرسية سواءً بالحضور شخصياً أو افتراضياً عبر شبكة الإنترنت. بيْد أنّ المعلّمين كي يتمكنوا من مواصلة الابتكار لدعم تعافي العملية التعليمية، فإنهم في حاجةٍ إلى بيئة تُقدِّر الاستقلالية والقيادة اللازمتَين لاغتنام الفرص من أجل التحوّل عن هذه الممارسات المتبعة.

تُشكِّل هذه الندوة الشبكية الدولية جزءاً من الاحتفالات العالمية بمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين 2021. وسوف تستعرض الفعاليّة أحدث الابتكارات في مجال التدريس والتعلّم بدعمٍ من الأفراد والمنظمات. وسيشمل ذلك مشاريع مستمدة من جائزة اليونسكو-حمدان لتنمية قدرات المعلّمين التي تحفل بالقدرات المبتكرة الرامية إلى دعم المعلّمين. وستُسلِّط الضوء أيضاً على بعض النتائج الرئيسية والأمثلة القوية المستمدة من الاستعانة برؤى المعلّمين وابتكاراتهم من مصادر خارجية مفتوحة في خلال الجائحة، بقيادة منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي واليونسكو وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين في أوائل عام 2021 من خلال منصة ’الرؤى التدريسية العالمية‘ (Global Teaching InSights) التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. كما ستهدف الندوة الشبكية إلى استكشاف البيئات والسياسات اللازمة لضمان استمرار هذه الممارسات المبتكرة حتى بعد استئناف التعليم الحضوري داخل المدارس.

انضموا إلينا لنحتفل بابتكارات المعلّمين في اليوم العالمي للمعلّمين!

يرجى التسجيل من خلال هذا الرابط.

مصدر الصورة: موكيش كومار جوالا/Shutterstock.com.

فعاليات
  • 23.09.2021

تمويل المعلّمين والتدريس في مرحلة ما بعد التعافي من جائحة «كوفيد-19»

في إطار الاحتفالات العالمية باليوم العالمي للمعلّمين، تتعاون منظمة أكشن إيد واليونسكو وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين ومنظمة إيديوكيشن إنترناشيونال في تنظيم ندوة شبكية مدتها 90 دقيقة، تحت عنوان تمويل المعلّمين والتدريس في مرحلة ما بعد التعافي من الجائحة وتُعقد في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2021 في الساعة 9:00-10:30 بتوقيت غرينتش من أجل تسليط الضوء على ما يلي:

  • أهمية تأمين التمويل للتعليم والاستثمار في المعلّمين والقوى العاملة في مجال التعليم؛
  • الاستراتيجيات والتدابير التي يمكن للحكومات اتخاذها لضمان تخصيص اعتمادات مالية كافية تكفل استقطاب عددٍ كافٍ من المعلّمين ونشرهم ودفع أجورهم ودعمهم؛
  • السُبُل التي يمكن للمعلّمين من خلالها أن يضطلعوا بدورٍ أكثر فاعلية في عملية صنع القرار على الصعيدين الوطني/اللامركزي.

تضمّ هذه الندوة الشبكية معلّمين ممثلين عن المجتمع المدني وأعضاء نقابات المعلّمين وممثلي الحكومات من أجل مناقشة وتداول المسائل بناءً على الأدلة البحثية القائمة والناشئة.

يرجى التسجيل من خلال هذا الرابط.